رواية بقلم داليا عز الدين

موقع أيام نيوز

قام بتدميرها 
للاسف لا تستطيع أن تفعل اي شئ سوا 
ان تدعو له بالرحمة فحسب 
اصبحت تشعر أن حياتها ليست لها اي أهمية هي لم تجني منها سوا المتاعب
لما اتت الي ذالك العالم
كانت تفكر في ذالك لتستغفر ربها و هي تحاول نزع تلك الأفكار من رأسها و تحمد ربها فحسب فهناك الكثير من الناس يعانون أكثر منها بكثير هي تعلم ذالك 
و لكنها حقا تعبت من كل شئ
تتمني فحسب لو تعيش حياة اعتيداية كما يعيشها باقي الناس 
لكن للأسف كان للقدر رأي أخر 
لكنها متأكدة ان ربها سيعوضها خيرا اكيد و لكنها لا تعلم متي و لكنها ستنتظر 
اخذت تفكر اذا كان رعد سمع التسجيلات او فتح الهاتف من الأساس ام لا 
و ما إن وصلت في تفكيرها الي ذالك الحد 
حتي وجدت الباب يفتح فجأة لتنظر إليه بفزع قليلا
بسبب طريقة فتحهه للباب فوجدت رعد ينظر إليها 
بهدوء و اتجه ناحيتها و قبل أن يقول ما فيه قال بنبرة ضعيفة قليلا 
رعد ينفع نتكلم بره علشان ميصحاش
قالها و هو يقوم بالإشارة إلي عمر 
لتومأ برأسها و هي تنظر اليه بهدوء
ليخرجا الأثنين لتجلس حورية علي أحد الأرائك و يجلس الأخر امامه 
ظل يحدق بها لمدة دقيقة ثم اخيرا قرر أن يتكلم ليقول
رعد انا حتي مش عارف اقولك ايه انا اسف بجد يا حورية اسف عارف ان الاعتذار ده مش هيفرق معاكي في اي حاجة 
تنهد و هو يحاول أن يجمع الكلام ليعود مجددا ليكمل
رعد انت اتظلمتي معايا اوي من يوم ما ډخلتي حياتي و انت مش واخدة منها غير الپهدلة بس و التعب اذا كان مني او منه
قال آخر كلماته بنبرة خافته للغاية و حزينة 
رعد انا متأكد انه ازاكي كتير انا لحد دلوقتي مش قادر اصدق انه عمل كده مش لاقيله مبرر لكده 
بس انا اذيتك بردو 
كان المفروض اسمعك قبل ما احكم كان المفروض اسمعك اول يوم اتجوزنا فيه لما كنت بتحاول تشرحيلي و انا مرضيتش اسمع 
كنت مجروح منك اوي مكنتش قادر اصدق انك عملتي فيا كده بعد كل الحب اللي كان بينا ده
كنت شايفك مچرمة و ضحكتي عليا و خدعتيني انا و هو كنت بستغل اي لحظة علشان اقولك فيها كلام يضايقك او يجرحك مكنتش عارف حتي انا كنت بعمل كده ليه
بس صدقيني كان ڠصب عني مكانش بإيدي الصدمة كانت كبيرة اوي عليا 
انت لما قررتي اننا ننفصل مكنتيش مصدق ده كنت حاسس اني بحلم 
كنت متأكد ان في حاجة غلط و استنيت انك تتصلي و تحكي بس ده محصلش فضلت مستني كتير لحد ما خدت صدمة تانية انك هتتجوزي فعلا زي ما قولتي 
و مش بس هتتجوزي ده انت هتتجوزي اخويا 
كرهتك يوم ما عرفت كره متقدريش تتخيليه 
أو ده اللي كنت بخدع بيه
نفسي 
مكنتش بحب اشوفك علشان كنت كل مره بشوفك فيها بحس ان قلبي بيدقلك تاني و انه بيحبك 
و دي حاجة مكنتيش قادر اتقبلها لاني كده بخون اخويا و في نفس الوقت ببص لواحدة متجوزة عموما و بردو اللي كنت بجبها و كنت فاكر انها خدعتني 
يوم ما اتجوزتك قولت هعاملك ببرود تماما و هخليكي تكرهي حياتك بس في كل لحظة 
كنت بټعيطي فيها انا الللي كنت بتوجع و يمكن اكتر منك كمان
انا عايزك تسامحيني علي كل لحظة جرحتك فيها او اذيتك فيها بكلامي بس صدقيني كان ڠصب عني 
انا نفسي نبدأ سوا صفحة جديدة و نعتبر أن كل اللي حصل ده محصلش و اننا لسه هنبدأ حياتنا عايز اعوضك عن كل لحظة وحشة عشتيها بسببي 
انا اسف يا حورية اسف بجد و اتمني انك تسامحيني و توافقي اننا نفتح صفحة جديدة انا بحبك و عمري ما حبيت و لا هحب حد زي ما حبيتك 
و عمري ما هسامح نفسي اني اذيتك في يوم او ضريتك و اني كنت فاكر انه اخويا و مستحيل يأذيني 
قال آخر كلماته بسخرية شديدة 
ليتنهد بتعب و يرفع نظره إليها ليري ردة فعلها 
فوجد الدموع تنزل من عينيها فحسب بدون صوت 
و ما إن وقعت عيناه في عينيها حتي وضعت وجهها بين يديها لتخفيه عنه 
لينظر لها بحزن حقيقي لانها تبكي و بسببه أيضا 
رعد بحزن كفاية عياط علشان خاطري ما تحسسنيش بالذنب اكتر لو عايزاني امشي و اسيبك ترتاحي انا همشي من البيت خالص لحد ما انت تحسي انك تمام و مستعدة اننا نتكلم
لم ترد الأخري و انما زادت شهقاتها 
لم يستطيع أن يستمع لبكائها أكثر و اراد الرحيل ظنا منه انه اذا بقي بجانبها سيزيدها حزنا فقط 
قائلا پبكاء
حورية پبكاء عايز تسيبني بردو دلوقتي 
رعد بحزن لا طبعا مش عايز اسيبك انا بس بقول انك مش عايزة نتكلم دلوقتي فاسيبك ترتاحي و تفكري مع نفسك احسن 
لم ترد الأخري عليه 
صمتت حورية عن البكاء بسبب صډمتها 
لتنظر إليه پصدمة بينما تمتم الأخر بصوت ضعيف
رعد انا اسف يا حورية اسف يا حبيبتي انا مش عارف ازاي ممكن اعوضك بس مستعد اعمل اي حاجة علشان اعوضك عايز منك بس فرصة و انا اوعدك اني عمري ما هزعلك تاني و لو حتي بكلمة 
حورية بصوت خاڤت توعدني 
رعد بأمل أوعدك انا بس عايزك تسامحيني و انا صدقيني مش هسمح ان دمعة تنزل من عينك بعد النهاردة 
حورية بخفوت مسامحاك 
نظر إليها رعد پصدمة قليلا فهو لم يتوقع انها ستقبل بسهولة فهو توقع انها ربما تفعل كمان كان يفعل معها من قبل و لكنها حقا صډمته من ردة فعلها 
و لكنه ابتسم بفرحة مجددا قائلا 
رعد اوعدك من النهاردة ايامك كلها هتبقي سعيدة مش أكتر 
لتبادله حورية بهدوء 
و أصبح ذالك اليوم يوما سعيدا للغاية بالنسبة الي حورية و رعد و شريف و نغم 
فقد أصبح هذا اليوم أفضل يوم مر عليهم جميعا
الفصل الثامن عشر 
بعد مرور ثلاثة أيام 
رجع شريف و رعد الي عملهم لأنهم كانوا مرتحان في الثلاثة ايام السابقة ليعودا مجددا الي العمل 
عند حورية 
قامت بأخذ عمر و نزلت الي الأسفل حيث توجد فيروز 
ما إن رأتها فيروز حتي ابتسمت الأخري 
ففي هذه الأيام أصبحت مشرقة الوجه كثيرا و السعادة واضحة علي وجهها 
علي عكس ما كانت عليه منذ زواجها بكريم 
فيروز بابتسامة عاش من شافك يا ست حورية فضلتي انت و رعد مستخبين التلات ايام دول فوق مابتنزلوش غير نادرا وحتي رعد ما راحش الشغل بقاله مدة ايه السبب بقي ها
قالت آخر كلامها بغمزة بسيطة 
لتبتسم حورية بخفة قائلا 
حورية عادي يعني يا ماما 
فيروز ربنا يحفظكوا يا بنتي و يخليكوا لبعض انتو و نغم و شريف 
حورية يارب 
ثم صمتت قليلا لتقول 
حورية تصدقي نغم وحشتني اوي بجد مش قادرة اصدق اني هصحي كده من النوم و مش هقابلها و هقابل جنانها 
فيروز و وحشيتني انا كمان والله كل يوم بقالي تلات ايام كنت بصحي ادور عليها و ملقيهاش و كل شوية افكر نفسي انها اتجوزت مش قادرة اصدق اصلا دي كانت لسه من يومين في المدرسة و حتي انت مكنتيش موجودة علشان تسليني كل حلفائك خانوك يا ريتشارد 
ضحكت حورية بخفة قائلا 
حورية يومين مش من سنين مثلا ربنا يكرمها مع جوزها يا ستي و بعدين اديني قاعدة معاكي اهو و مش هسيبك هخليكي تزهقي مني 
فيروز يارب بس ده انت اللي في القلب هزهق منك ازاي بس 
حورية ايه ده معقول الفرفشة اللي انت فيها النهاردة دي خليني احزر بتفكري في حاجة صح 
فيروز. احسن حاجة فيكي انك فاهماني 
حورية امم ايه هي بقي 
فيروز بصي يا ستي انا عايزاه محمد يتجوز ميادة 
حورية بفرحة فكرة حلوة اوي بجد هيبقي حلوين اوي سوا بس هو هيوافق او هي هتوافق
فيروز علي اساس يعني انك مش عارفة 
حورية طيب طيب اعترف انا عارفة ان ميادة بتحبه ده واضح عليها جدا و هو
كمان علي فكره واضح من تصرفاته انه بيحبها بس انا ملاحظه انه بيحبها و في نفس الوقت مش طايقها 
فيروز ايوه انا بردو بقول كده احسن حاجة انك معايا علي الخط 
حورية طيب و احنا هنعمل ايه دلوقتي 
فيروز انا هحاول اقنع محمد انه يتجوزها و هي بقي في ايدها لو بتحبه اكيد هتقدر تخليه يحبها و هيبقي زي الخاتم في صباعها كمان بس لو زعلها انا هموتهولها 
حورية انت متأكدة انك مامتهم مش مامتنا احنا
ضحكت فيروز قائلا 
فيروز اصلي عارفة انا العيال دي لما بتفتري بتبقي فظيعة إنما انتو غلابة خالص زي كده 
حورية طبعا انت هتقوليلي بس المهم هو هيوافق علي الموضوع ده
فيروز مفيش في ايده غير أنه يوافق 
حورية و هي 
فيروز هتوافق طبعا 
حورية طيب لو موافقيتش افرضي محمد ضغط عليها بأي شكل و خلاها ترفض
فكرت فيروز لثواني لتقول
فيروز لا ده مش هيحصل تعرفي ليه 
حورية ليه
فيروز لأن اصلا هو بيحبها بس في حاجة موقفاه فهو هيعتبرها انه مجبور بقي و مفيش في ايده حاجة يعملها فهيوافق 
حورية بإعجاب الله عليكي يا ماما بجد مدرسة انت مركزة في كل حاجة و في كل التفاصيل 
فيروز طبعا يا بنتي هو انا اي حد صح زمان نغم جايه هي قالتلي هتبقي تيجي النهاردة طبعا مش محتاجة اوصيكي 
حورية اكيد طبعا يا ماما مش هقولها متقلقيش دي نغم لو عرفت هتروح تقول لميادة انا متأكدة 
فيروز ايوه كده شاطرة احبك و انت فاهماني 
عند نغم 
اخبرت شريف بالتأكيد بكونها ستذهب الي والدتها و هو وافق ليخبرها انه سيبعث لها أحد ليقوم بإصالها الي بيت والدتها لتوافق و يرحل هو و تبدل هي ثيابها لتنزل الي الأسفل 
في خلال الأيام السابقة لاحظت ان والدة شريف لا تطيقها حقا او أوقات و أوقات 
هي حتي لم تفهم السبب فهي لم تفعل لها اي شئ 
كانت هذا ما تفكر فيه و هي تنزل الي الأسفل 
ما إن نزلت الي الأسفل حتي وجدت كوثر في وجهها 
نغم بصوت خاڤت ربنا يستر
كوثر بأستغراب انت خارجة و لا ايه 
نغم اه 
تكتفت كوثر قائلا بضيق 
كوثر بضيق علي فين إن شاء الله 
نغم بأستغراب من ضيقها رايحة لماما 
كوثر بضيق استأذنتي جوزك 
نغم بهدوء اه ممكن امشي بقي 
كوثر بسخرية امشي 
لتتركها و ترحل بينما نظرت نغم في اثرها بدهشة حقيقية 
نغم في نفسها هي مش طايقاني ليه 
لتقوم بنزع
تلك الأفكار من رأسها بعدم اهتمام و خرجت
عند كوثر 
كانت تجلس بهدوء في غرفتها 
لتدخل ميادة بنصف رأسها فقط قائلا
ميادة ينفع ادخل 
كوثر بابتسامة اتفضلي يا حبيبتي 
ميادة ينفع نتكلم و من غير زعل 
كوثر بأستغراب و انا ازعل منك ليه يا حبيبتي اتفضلي 
ميادة ليه بتعاملي نغم كده 
كوثر بضيق هي اشتكيتلك و بعدين هو انا عملتلها ايه اصلا 
ميادة يا حبيبتي هي ما اشتكتليش
و لا حاجة كل الموضوع اني شوفتك و انت بتكلميها النهاردة الصبح و الأيام اللي فاتت طريقتك
تم نسخ الرابط