روايه رفقا يا قاټلي لكاتبتها سوليييه

موقع أيام نيوز

ظن أنه عندما يفتتح العيادة ظروفه المادية سوف تتحسن ولكن لم يحالفه الحظ رغم الدعايا وشغله الجاد ولكن حظه كان سئ للغاية لقد فعل الكثير لإنشاء عيادة خاصة به...صرف جميع الأموال التي كان يدخرها للمستقبل أملا في أن تتحسن أحواله ولكن لم يحدث هذا ...وظلت زوجته تتهمه بالفشل...لم يكن يمتلك الا المنزل الذي كتبه بإسمها الآن وتلك العيادة التي لا يربح منها إلا الفواتير...
أغمض عينيه بتعب وهو يعترف أن كل هذا ذنب شقيقته ...لقد خذلها وهذا ما ناله !!
.............
في منزل هنا ...
كانت تمسك صورة مراد وتقول
فاكر اني هسيبك ...انت الوحيد اللي عاملتني كأني انسانة ...أنا بحبك اووي يا مراد ...بحبك اووي ...وانت كمان بتحبني ...اصبر بس وهنبقى سوا يا حبيبي ... 
.............
في منزل مراد ومنار ...
كان مراد يضع عصابة على عينيه وهو يقول 
فينكم
ضحكتا الفتاتين وهو يقفان خلفه وما أن يستدير حتى يذهبا للناحية المقابلة وضحكاتهما الرقيقة تزين المنزل ...
كانت منار تراقبهم وهي تضحك بقوة ...كانت سعيدة للغاية وهي ترى السعادة على وجه أطفالها ...ترى العائلة التي طالما حلمت بها...اب محب وأطفال يسلبون العقل وزوج داعم لها ...تجهمت فجأة وهي تقر أن هناك شئ ناقص ...قلبها لم يشفى بعد ..تشعر أن الشرخ بقلبها لم يلتئم بعد ...صحيح بعد ما فعله شعرت أن الألم خفت قليلا ولكن ما زال موجودا....الالم لا يغادرها وكلما تختلي بنفسها تنهشها الأفكار السلبية وتجعلها تشعر بالإختناق ....
...
........
بعد ساعة من اللعب ...
ناما الفتاتين من الارهاق ولكن السعادة كانت واضحة على وجههما ....
ادخلهما مراد للغرفة الخاصة بهما ...
لسه الوقت بدري تعالي نتفرج على فيلم ..
هزت رأسها ليشرق وجهه بإبتسامة سعيدة ويقول
طيب يالا شوفي أنت حابة تتفرجي على ايه وانا

هعمل الفشار بالطريقة اللي بتحبيها..
ثم ذهب إلى المطبخ لتفتح هي التلفاز وتبحث عن شئ لتشاهده ....
.....
بعد دقائق ...
كان قد خرج وهو يحمل طبق كبير مملوء بالفشار المتبل بينما هى جالسة تشاهد التلفاز ...
حظي حلو ..لقيت الفيلم اللي بحبه ولسه في أوله...
نظر مراد الى التلفاز وقال
آه الشموع السوداء ...عارفك بتحبيه اووي ...
جلس بجوارها وهو يعطيها الطبق ويقول وهو عابس
انا فاكر اني كنت بغير من صالح سليم من كتر ما بتتكلمي عن شخصيته في الفيلم ده ..
هزت كتفها وقال
بصراحة شخصيته تجنن اووي...بحسه خارج من الروايات ..كاريزما جبارة ...
كلمة مدح تانية فيه وهطفي التلفزيون ومش هنتفرج ..
قالها مراد بضيق لتضحك منار بنعومة وهي تتابع الفيلم بشغف ...فهي رغم أنها رأته عدة مرات ولكن تشاهده كل مرة وكأنه المرة الأولى ....
بينما مراد لم يهتم بالفيلم من الأساس ولم ينظر إليه ...كانت نظراته متعلقة بها ...بكل تفاصيلها...ولكن فجأة انتفضت وهي تنهض وتقول بإرتباك 
انا رايحة انام...
ثم ركضت الى الغرفة مسرعة بينما ظل ينظر إلى أثرها بحزن ....
في اليوم التالي .....
خرجت منار مبكرا وقررت انتظار مراد والبنات بسيارته ....
فجأة تجمدت وهي ترى سالم أمامها ...
أنت !!!
قالتها پصدمة ليقترب سالم ويقول 
منار ...أنا جاي اطلب منك تسامحيني ...أنا والله ندمت على اللي عملته واخدت جزاتي ...
كانت تنظر إليه پصدمة وتقول
عايزني اسامحك...وبالسهولة دي !
وفيها ايه يعني انت سامحتي مراد اهو !!
أنت جريمتك في حقي اكبر من چريمة مراد يا سالم ...انت خدلتني واحنا ډم واحد....
قالتها منار وهي تنظر إليه ...الدموع محتشدة بعينيها وهي تنظر إليه ...الألم في قلبها كان أكبر مما قد تتحمله ...
كان سالم مطرقا برأسه وهو يقول 
اسف ...اسف ...
هزت رأسها وقالت بإنفعال 
آسف ...ايه الكلمة التافهة دي ...ټموتوني بالحيا وترجعوا تقولوا اسفين ...انتوا ليه متخيلين أن الكلمة دي هتداوي چروحي !...انت عارف انت عملت ايه ...انت وصلت لعيلة جوزي اني مليش سند. ..أنهم ممكن يعملوا اي حاجة فيا وانت مش هتتدخل ولا كأنك اخويا ...وكل ده عشان مراتك ..مراتك كانت ممشياك كويس يا سالم لدرجة اني كنت مرمية على الأرض وممكن أكون مېتة مهانش عليك ترفعني وتوديني المستشفي استنيت جوزي لما يجي عشان يوديني ...
طفرت دموع سالم بندم وقال
سامحيني يا منار...
اسامحك على ايه. .اسامحك على ايه !
صړخت به ثم أكملت 
أحنا ډم واحد يالا ...احنا اخوات ...مكانش لينا الا بعض ...ده انا اتنازلت ليك عن حقي في البيت من غير ما افكر مرتين ...قولت ده اخويا ...ده سندي وفي الاخر تعمل فيا كده !...ده انت كنت الأهم في حياتي يا سالم وبعدين يجي الباقي....مراد نفسه كان بيقولي سالم عندك اغلى مني ...تقوم تعمل فيا كده ....تعمل في دمك كده يا سالم ...روح ..روح الله يصلح حالك ...للاسف مش قادرة اكرهك عشان انت اخويا ...بس صعب اسامحك يا سالم ...صعب انسى ان سندي كان بيشوفني بقع ومفكرش حتى ...روح يا سالم ..روح ...مش عايزة اشوف وشك تاني !!!
يتبع
الفصل الثامن والعشرونيحبها 
......
يا منار اسمعيني ...
ابعد يا سالم عني ...قولتلك خلاص مش عايزة اشوف وشك ....مش ...
ثم شهقت ودموعها تنهمر بشكل أقوى من السابق ...
منار !!!
قالها مراد ...ارتبك عندما رآها تبكي بهذا الشكل وسالم يحاول الكلام معها .. 
خلاص يا سالم امشي من الواضح انها مش عايزة تتكلم معاك !!!
مش انت اللي هتقرر كده يا مراد ...أنا عايزة اتكلم مع اختي ...
وقف مراد أمام منار وهو يواجه سالم وقال
يعني أنت بجد مش شايف الحالة اللي هي فيها يا بني آدم أنت ...خلاص امشي دلوقتي وتعالى لما تهدى شوية وتقبل تكلمك ....
تنهد سالم بتعب وقال
ماشي ...بس برضه يا منار هجيلك تاني ونتكلم ...
ثم غادر...لتستدير منار بعدها وتصعد للأعلى وهي تفشل في السيطرة على دموعها ...
....
يا بنات اقعدوا هنا متتحركوش ..
قالها لمراد لهما عندما جلسا على الأريكة ثم ولج للغرفة خلف منار ...
منار ...
نهضت وهي تبكي وتنظر إليه 
هو أنا ليه مطلوب مني اسامح ...ليه الكل يأذيني وبعدين يطلب السماح وبعدين اسامح!ليه الناس فاكرة أن كلمة آسف بتصلح كل حاجة. ...
قالتها وهي مڼهارة ...كان قلبها يعتصر من الألم...قدوم أخيها زلزلها كليا ...يطلب الغفران بسهولة ويتوقعه أيضا ...بعد كل ما فعله...
اهدي يا حبيبتي ..
قالها مراد بحزن لتبكي هي وتقول
محدش حاسس بيا ...كله عايزني اضغط على نفسي واسامح...ليه كله بيفكر في نفسه ...محدش بيفكر فيا ليه ...
وهو يقول بندم 
انا اسف...اسف يا منار على كل اللي عملته فيكي...اسف اني جرحتك ...واسف برضه على اللي عمله اخوكي ...وانت مش مضطرة تضغطي على نفسك وتسامحي حد ...متعمليش حاجة ڠصب عنك ...متسامحيش حد ڠصب عنك ...
ابتعدت قليلا وهي تقول والدموع تملأ وجهها 
حتى انت!
ابتسم بإنكسار وترطبت عينيه بفعل الدموع وقال 
حتى أنا 
..............
في أحد المقاهي ...
كانت تجلس منار برفقة تقى التي قالت بها 
يا منار ادي نفسك فرصة

طلاق ايه بس ...فكري في عيالك ...
أغمضت منار عينيها وقالت بنبرة مخټنقة 
مش قادرة يا تقى ...حقيقي مش قادرة ...بحاول بس مش عارفة ...حاسة اني بنهار ...هو مراد بيعمل كل حاجة عشان اسامحه...بس لسه فيه حاجز بيننا ...لسه قلبي مكسور ...أنت مش حاسة بيا ...مش حاسة انك تحبي حد اكتر من حياتك وتتكسري على أيده ..
لا صدقيني عارفة وحاسة بيكي ...بس مادام هو ندم خلاص ...
قطعت تقى كلامها ثم تنهدت واكملت 
بصي يا منار ..انت اللي هتعيشي ..شوفي انت عايزة ايه بالضبط...متفكريش في نفسك بس ..فكري في عيالك كمان ...هل عيالك هيبقوا مبسوطين وهما بعاد عن ابوهم...وانت يا منار هتبقي مبسوطة لما تبعدي عنه ..هتعرفي تحبي غيره ....
والحزن على وجهها كان ابلغ جواب .....فقد بدأت دموعها بالإنهمار ولم ترد ...
........
في اليوم التالي....
في المدرسة التي تعمل بها منار ...
كانت جالسة بمكتبها عندما أتت لمكتبها معلمة اللغة العربية...
ميس انوار ازاي حضرتك ...
قالتها منار بود لتبتسم انوار وتقول
الحمدلله ..ممكن اتكلم مع حضرتك في موضوع ..
هزت منار رأسها وقال
ايوة أكيد ...
جلست انوار وهي تتنهد وقالت
ميس منار أنا بصراحة مش عارفة اروح لمين غيرك ...وجيت عشان تنصحيني وتقوليلي ايه التصرف اللي مفروض اعمله ...
عبست منار وهي لا تفهم لتكمل انوار
عندي طالبة اسمها جميلة ...البنت دي كانت اشطر طالبة عندي في الفصل ...كانت عبقرية فعلا ...لكن مؤخرا بدأت احس انها بدأت تهمل المذاكرة بتاعتها وبقت مشتتة وحتى انها بقت عصبية جدا ...وسلوكها اتغير...حسيت انها اتبدلت خالص ....ودلوقتي بقالها اسبوع هادية ومبتتكلمش ومنطوية وعلطول حزينة وپتبكي سألتها كتير مالها لحد ما قالتلي ان آخر فترة حصل مشاكل كتير بين اهلها وانفصلوا وابوها سابهم واتجوز 
اعتصر قلب منار وهي تنظر إليها فأكملت انوار 
انا حاولت اتواصل مع مامتها وانبهها انها توديها لدكتور بس هي طنشت تماما رغم انها الست دي كانت دايما مهتمة ببنتها ...أنا اللي صعبان عليا البنت يا منار ..خسارة بنت زي كده تضيع ..عشان كده جتلك عشان عارفة أنك عندك خبرة في التعامل مع النوع ده من المشاكل عشان درستي علم نفس ...واهو يمكن تساعديها ....
أغمضت منار عينيها پألم ثم فتحتهما وقالت بإختناق
حاضر هتكلم معاها ....
ابتسمت انوار بإرتياح وقالت
عشر دقايق وتكون عندك ...
......
بعد عشر دقائق بالضبط ...
كانت منار تتطلع الى تلك الفتاة التي بدأت خطواتها الأولى بمرحلة المراهقة ....رغم ملابسها المهندمة الا ان الحزن ألقى ظلاله البشعة عليها ...لا توجد لمعة الحياة بعينيها ...
ازيك يا جميلة اخبارك ايه ..
كويسة. 
اجابت ببهوت دون ان تنظر إليها...
تنهدت منار وهي لا تعرف من أي تبدأ الفتاة يبدو انها غير مستعدة للحديث...
جميلة ميس انوار قالت عليكي أنك كنت اشطر واحدة في الفصل ايه اللي حصل !
هزت جميلة كتفها وقالت
عادي ...
طيب فيه مشاكل بتواجهك في البيت ...
أخيرا نظرت جميلة الى منار وتجمعت الدموع بعينيها وهي ټنفجر بالبكاء فجأة ...
اتسعت عيني منار پصدمة وقالت
بس ..اهدي يا حبيبتي ...
بابا سابنا وراح اتجوز ....
خلاص يا حبيبتي اهدي ...
انا عايزة بابا ...عايزة بابا يرجع تاني ....
.....
بعد نصف ساعة ...
كانت جميلة قد ذهبت بعد ان تكلمت معها منار وهدأتها ...ثم جلست منار على مقعدها وهي تشعر بالدموع تلسع عينيها هل هي مستعدة لتلك الخطوة ..هل مستعدة ان تحرم بناتها من والدهم ويعيشون في تشتت بينه وبينها....والاهم هل هي مستعدة ان تترك مراد !..هل مستعدة للتخلي عن الحب الذي يقدمه لها ...هل مستعدة لرمي كل محاولاته لإصلاح ما فعله والجواب كان واضح !!
........
بعد ساعة تقريبا. ..
كان مراد جالسا على مكتبه ينظر الى الفراغ بينما يشعر بثقل في قلبه....يبدو ان منار لن تغفر ...انها تنسل من حياته ...يخسرها وهذا يشعره بالمړض ...يشعر انه مكبل بينما هي تبتعد عنه بتلك الطريقة ....لقد اخبرها بصراحة انها حرة لكي تغفر او لا ...لن يضغط كي تسامحه ...والآن هو في انتظار قرارها الأخير...
اخرجها من شروده رنين الهاتف
تم نسخ الرابط