رواية صعيدية 4 الفصول من السادس وثلاثون الي الاربعون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
يراه حقيقي
رجع للخلف خطواتان ليقرأ ما علي الباب زيادة تأكيد عاد الخطوتان وهو يتفحصها ليدرك أنها رحمة خطيبة وسيم فطرق علي الباب وهو مفتوح مستندا عليه يطالعها بتفحص
اعتدلت سريعا وسارعت في الاغلاق مع راية
دلف مغلقا الباب خلفه متحدثا مساء الخير
ردت في هدوء مساء النور .. نظرت له لتراه يتفحصها
هتفت لتعرف عن نفسها أنا رحمة خطيبة وسيم
ردت في خجلمرسي منور باصحابه
ثم اتجه لمكتبه يجلس عليه بعد ان نزع حلته متحدثا لا حقيقي المكتب نور امال وسيم فين!
مش عارفه هو خرج من شوية وقالي افضل هنا
اجابها في ضحكة خاېف عليك اكيد
اومأت متحدثه فعلا هو بېخاف عليه اوي
أنا ليه في سنه اولي طب
نظر لها في أعجاب متحدثا دكتوره يعني واو تصدقي لايق عليك انك تكوني دكتوره
ضحكت متحدثه بصراحه مش قوي بس ماشي الحال
شكلك ذكية يارحمة نوية تتخصصي في ايه
هزت اكتافها متحدثه مش عارفة لسه بس بصراحة ممكن اتخصص في أمراض القلب لاني بحب دكتور مجدي يعقوب جدا وبشوفه قدوة في كل حاجة
دخل الغرفة بعد طرقها سريعا ليتفاجئ بالجالس في مكتبه والمبتسمة له ... منظر حرك كلة ذرة بجسده من موضعها واهتز جسده في ڠضب
تحدث زميله بشئ من المرح يبني أنت فين من ساعة ما جيت وأنا قاعد مستنيك هنا .. من الصبح
أنت هنا من زمان
ايوه بقالي شوية
هتفت وهي تنهض من مكانها طب ماتخليني يا وسيم لحد متخلص براحتك بدل ما اروح واقعد لوحدي
خرجت لا صارمة
حزنت وظهر علي محياها
فهتف صيديقه لينهي الامر خلاص يا وسيم روحها وخليك للصبح كد كده معدش وقت كتير كلها كام ساعة والصبح يطلع و تعال علي طول عشان تكون مطمنة اكتر
طوال الطريق تشعر أنه غاضب من شئ ما أرجعت الامر لعمله ربما هناك شئ ازعجه ولن يخبرها غافله وبعيدة كل البعد عن أن تكون هي مصدر أزعاجه وغضبه
يداه علي مقود السيارة بارزة العروق من شده الضغط رغم انه هادئ الطباع لا يثور لكن ثورته تعد چحيمية
صعدوا في صمت مطبق لكن الصمت تبدد حينما أغلق الباب متحدثا بسخرية يارب تكون الفسحة عجبتك
نظرت له بشرود تحاول فهم ما يقصد فتحدثت بصوت هادئ تقصد ايه يا وسيم!
مقصدش حاجة يا رحمة اتفضل ادخلي اوضتك الوقت اتأخر .. نامي
نظرت له بتعجب تشعر أن به شئ ليس طبيعيا هتفت تحاول فهم ما يحدث بداخله فكم هو كتوم مالك يا وسيم طول الطريق شيفاك مضايقك وقلت يمكن حاجة في الشغل مرضتش اسألك وازعجك فسكت أنما بالشكل ده وكلامك اللي مش فاهمه له سبب ياريت تكون واضح وتقولي مالك!
نظر لها پغضب متحدثا مالي .. ماشي يا رحمة اقولك مالي أنت مالي ده ... دايما بتحاولي تلفتي نظر الكل يا بطريقة لبسك او كلامك حتي مشيتك ملفته
اتسعت عينيها لا تصدق ما تسمع لو أحد غيره قال ذلك ما اهتمت لكلماته أنما هو حبيبها خطيبها من تمناه قلبها وارتبطت به ليس بالكلام فقط بل بعقد شرعي لتصبح زوجته رسيما .. هتفت وهي تقترب منه ومازالت الصدمة مسيطرة عليها كليا أنا يا وسيم مش مصدقه بجد أنت شايفني كده ... بالشكل ده دي نظرتك فيا
اقترب منها هو الاخر متحدثا من ساعة ما دخلنا الشغل الابتسامات اللي بتتوزع هنا وهناك المشية الاوفر اللي كلها دلال دي وكمان لبسالي صندل بيرن عامل زي الجرس لوحده يلفت انتباه الاعمي ولبسك مع اني منبه عليك وقلت احنا رحين مكان ميري قلت لك البسي حاجة محتشمه عاوزاهم يقول ايه يا رحمة جايب الموز.. معاه عاوزاهم يبصولك ويحسدوني عليك مثلا
عبست و تبلدت بل انصهرت .. كيانها حطم واصبح رماد كل تلك الاشياء يراها بها هل تلك حين محب ام عين ناقد كاره يتصيد الاخطاء بل ويصنعها واهما نفسه انها حقائق مؤكده هي لا تري نفسها هكذا ...اتسع فمها لا اراديا تشعر أن نبضها يتلاشي علي وشك أن تصاب بالاغماء تسأله في تيه ولما أنت شايفني كده ليه ارتبطت بيا من الاساس!
نصيب!
نصيب بس أنا مأجبرتكاش عليا بكل عيوب اللي أنت شيفها دي
هتف بكلمة اخيره كانت القشه التي قسمت ظهر البعير بس أختك طلبت مني اتجوزك
شهقت وهي تشعر بالضياع هل يعايرها بطلب راية
هتفت في عدم تصديق بتعايرني يا وسيم دي اخرتها!
استدارك ما قال يشعر بأنه اخطئ خطأ كبير ولا يمكن غفرانه وهتف مقصودش المعني اللي وصلك
ابتسمت ساخرة وأولي دموعها تسقط متحدثه مكنتش تقصد لا كتر خيرك اوي!!
واتجهت لغرفتها تغلقها خلفها وتبكي بصوت عالي
طرق الباب بعد غلقه متحدثا بقوة افتحي يارحمة الباب افتحي بدل مكسره ...
لم تجيبه وظلت تبكي تشعر أنها ضئيلة صغيرة لا تساوي شئ لقد جرحها بطريقة لن تستطيع غفرانها او نسيانها يوما .. لقد المها بقوة تتسأل في ضياع هل كانت حمل ثقيل حمله مجبرا ... لكن الاهم هل الرجال تجبر علي شئ!
طرق عليها الباب كثيرا غاضب من نفسه ومنها واخر شئ كان يتوقعه هو ذلك الاعتراف الاهوج الذي يجيش بصدره ... هدد بكسر الباب لكنها لم ترد ولم تتأثر وقف متكأ بظهره علي الحائط لجوار الباب يفكر فيما دار بينهم يجد كل شئ هين عدا تلك الكلمة .. لقد جرحتها بكائها بتلك الطريقة احزنه .. غضبه اعماه وغيرته دفعته لايذائها دون قصد ... هل كان حقا دون قصد أم تقصد ذلك دون وعي منه .. تفكيرات كثيرة وصور تعصف بعقله
حاول طرق بابها مرة آخري لكنه توقف وغادر الشقة كلها صافقا الباب خلفه ليخبرها انه رحل .. ربما تهدي ولو قليلا .. لكن العكس حدث ارتفع نحيبها ينذر عن الم كبير لو رأها أحد لظن ان عزيز له قد ټوفي نهضت للمرأة الصغيرة الموجودة بالغرفة تنظر لنفسها پألم لاول مرة تري الجمال نقمة .. رفعت يدها لوجهها تمسحه پعنف وهو مجرد من الزينة هي بشرتها لكنها تتعامل معها بقسۏة فكت حجابها تلقيه بعيدا ولو كان لجوارها شئ حاد لفقد شعرها في لحظة جنون تصيب
معظم النساء حينما تفرح من قلبها أو ينكسر قلبها ... انخفضت ارضا وكأنها فعلت شئ هدأ من روعها ولو قليلا حتي بكائها أصبح بوتيرة اقل حده لكنه يعذب من يسمعه
في الخارج في جوف الليل في اجواء الخريف ... ركب سيارته مبتعدا يريد أن يهدأ ويفكر ..اختار مكان خال وصف سيارته مترجالا منها يستند علي مقدمتها بجسد منهك وقلب متخبط
وهي مازالت علي تلك الحالة من البكاء لكنها بدأت تمس لنفسها بكلماته من جديد تعيدها علي مسامعها وكأنه تريد أن تعذاب نفسها بها اتجوزتني عشان راية طلبت منك اتجوتني شفقة ولا عطف يا وسيم ... مش هتفرق يا رحمة ... انت اللي رخصتي نفسك له من الاول ... شايفك مدلوقه عليه ... هيعرف قيمتك ازاي
أنا يا وسيم تقولي عليا كل ده مشيا الم العيون حوليا ليه أنا اصلا مش محتاجة عيون تشوفني غيرك
ونهضت بوهن تتناول منشفة وملابس متجه للمرحاض تفكر في ان تتناول حمامي دافئ يهدئ جسدها قليلا
مازل يصارع رغم هدوئه ... لكن الهدوء لن يبقي كثرا طب السيارة بيده متحدثا غبي يا وسيم غبي كان لازم تقول لها كده وتجرحها ليه عملت كده ليه! مش عاوزها كنت سيبها يا اخي بعد فترة وخلاص
مين قالك إني مش عاوزها أنا عاوزها ليا لوحدي مش عاوز عين تاني تبص لها
ناسي انها صغيرة لسه 19 سنه يعني عقلها لسه بيتفتح شايفه الدنيا بمنظور غيرك يا ابن التلاتين ... يمكن الفرق بينا هو اللي عامل كده ويمكن الطباع انت بحر وهي شط بموجه العالي ... كل ده ميمنعش انك غلطت يا وسيم وقوي كمان ... شوف بقي هتصلح اللي عملته ازاي وشوف انت ماشي وهي مموته نفسها من العياط ومعاها حق
اتجهت ببطء للمرحاض واغلقت الباب خلفها ولم تنتبه انه الاحكام لم يكن لاخره وازالت ملابسها تلقيها ارضا غير مباليه بها لا تريدها عليها آخر شئ فعلته حلت رباط شعرها ليسقط علي كتفيها بإنسيابية قبل أن تسقط في ماء الاستحمام بقوة وكأنها تجلد نفسها علي ما فعلت او ما قاله لن يفرق كثيرا هدوءها المصطنع عكس ما يجيش بداخلها من ڼار أغمضت عينيها وقطرات الماء تتساقط عليها ببطئ وكأنها قطرات مطر في ليلة شتاء حانية شملتها خصوصا وجهها المرفوع عاليا بإباء وكأنها تخبر تلك القطرات انها لم تخسر شئ.
كاذبة أن قالت انها لم تخسر شئ لقد عادت مهزومة في تلك الحړب وخسړت اغلي ما تملك وهو قلبها
كيف لها أن تحبه وهو لا!
كيف تقدم قلبها له دون شئ .. سوى الاهانه
هذا ما أرده أن يكسرها ...أتتذلل له ليحبها!!
لقد وصل لمبتغاه بأقل التكاليف يريدها ان تبتعد عنه بإرادتها حتي يبقي امام الجميع شهم حقا ستفعل
فالحصاد قادم ... والنتيجة ستكون مرضية له
ماذا ستفعل الآن
ماذا تريد أن تخسر أيضا لتتمرد عليه ... !!
يكفي هذا القدر من الالم والاھانة لقد تحملت منه الجفاء املا في مستقبل قادم يراها كما تريد يحبها كما تحبه لكن ما حدث ايقظها من غفلتها كادت تسقط داخل الماء ارتفعت سريعا تشهق و تنفض الماء عن وجهها بقوة ونظرت أمامها لتراه يقف ينظر لها بتفحص متكأ علي جانب الباب
شهقه مع صرخه قوية رغم ارتجافها الظاهر له واردفت بتعجب وصوت مبحوح من كثرة البكاء أنت دخلت هنا ازاى !!
اعتدل في وقفته ينظر امامه ليس لها متحدثا پخوف حقيقي خفت تعملي في نفسك حاجة لما لقيتك بتشهقي
اطلع بارة
هطلع بس قبل مطلع عاوزك تنسي اللي قلته من شويه
انسي يا وسيم ... صعب لو سمحت اطلع عشان البس هدومي
خرج واغلق الباب خلفه فأسرعت تخرج من الماء تغلقه خلفه باحكام شديد وكأنه سيفعلها مجددا
متابعة القراءة