عاشق ظالم الحلقه الثالثة
المحتويات
مازال على هدوئه يتطلع نحو ياسمين دون ادنى تعبير منه على حديثها قائلة بحزن
لولا ستر ربنا وان العربية فرملت على طول كان زمانها دلوقت....
اغمضت عينيها ترتعش من هول تخيلها للموقف يسود الصمت بعد ذلك للحظات ومازال عادل صامتا فشعرت سمر بالتوتر والقلق تخشى كونه لم تنطلى عليه كذبتهم لذا اسرعت قائلة برجاء
ياسمين بټموت فيك والله ..دى كان حالها يصعب على الكافر لما حصل اللى حصل بينكم ...
انا هروح اشترى كام حاجة كده ...لحد ما انتوا تتكلموا مع بعض وتشوفوا ايه مزعلك وتحلوه ..وهبقى ارجع ليكم تانى
ودون ان تنتظر اجابة منه اسرعت تغادر المكان فورا بخطوات سريعة لكنها توقفت خارج المقهى تتطلع للداخل بشكل خفى لتجد عادل وقد نهض من مقعده ثم يعاود الجلوس فى المقعد الملاصق لياسمين يحنى برأسه نحوه يحدثها بشيئ ما جعل سمر تبتسم بخبث لنجاح مخططها ثم تترك المكان بعدها بينما جلس عادل يهمس لياسمين برقة
هزت ياسمين رأسها بالرفض تتمسك بوضعها ليكرر عادل طلبه قائلا برجاء
عاوز بس اطمن عليكى
رفعت وجهها اليه ببطء ترسم الالم والحزن فوقه وقد اغرورقت عينيها بالدموع وقد تلطخ وجهها بأثارها وقد ساده الحزن الشديد ليجعله حالها هذا يشعر على الفور بالشفقة نحوها والڠضب من نفسه لكونه المسئول عما حدث لها قائلا بتأنيب وصوت رقيق
اجهشت فى بكاء مصطنع اتقنت صنعه تهتف بلوم وعتاب
انت مش عاوز تفهم ليه ان اى حاجة اهون عندى من انى اخسرك حتى لو كانت روحى
زفر عادل بقوة يفتح فهمه يهم بالحديث لكنها اسرعت تقاطعه لا تمهله الفرصة حتى للتفكير تعاود اللعب على مشاعره قائلة بصوت مجروح وعيون باكية
علمت بنجاحها حين رأت الذنب والندم يلون نظراته لها قبل ان يهرب من مواجهة عينيها لذا اسرعت تضفى المزيد من الضغط عليه وهى تجهش فى البكاء بصوت عالى جعل رواد المقهى يلتفتون اليهم بفضول تسرى بينهم همهمات عالية جعلت عادل يتطلع حوله بحرج قائلا بأستسلام وهو يربت فوق كتفها محاولا تهدئتها
توقفت ياسمين فى الحال عن البكاء هاتفة بفرحة
بجد يا عادل ...يعنى خلاص مش هتسيبنى
هز لها عادل رأسه لها بالايجاب مبتسما هو الاخر لينشق عنها ضحكة عالية سعيدة وقد تبدل حالها تماما وهى تنهض عن مقعدها تجذبه قائلة بسرعة
عقد عادل حاحبيه يهتف بذهول وحيرة قائلا
سينما ...سينما ايه لوقت ..تعالى اروحك البيت احسن علشان ترتاحى بعد اللى حصلك
جذبته ياسمين خلفها قائلة بلا مبالاة
بعدين ..بعدين ..انا اصلا بقيت كويسة دلوقت
سار معها يجارى خطواتها السريعة يحاول تجاهل هذا الهاتف الملح بداخله والذى اخذ يردد له ان تلك الخطوة غير المحسبوبة منه ستكون عواقبها وخيمة عليه وسوف يدفع ثمنها غاليا
دلفت سماح الى الداخل تنادى على زوجة خالها بصوت عالى وهى تضع ما بيدها من مشتروات فوق الطاولة بعد عدة محاولات ظهرت كريمة اخيرا من داخل غرفتها وجهها شديد الاحمرار يظهر الارتباك والاضطراب عليها تفرك كفيها معا بقوة فتسألها سماح تمازحها قائلة
فى ايه مالك يا كريمة ..عاملة زى اللى عاملة كده ليه !
اسرعت كريمة تبتعد عن غرفتها تغلق بابها خلفها باحكام قائلة بتلعثم وعتب شديد
مالى يعنى يا سماح ..مانا زى الفل اهو ...وعاملة ايه اللى بتقولى.. عليها كده.. ميصحش ..يعنى ..
اقتربت منها سماح مبتسمة قائلة
فى ايه يا كريمة انا بهزر معاكى ..مالك قفشتى فى كلمة كده ليه
تطلعت كريمة خلفها ناحية باب غرفتها قائلة بتوتر
اصل يعنى ..اصل ...شوفى عاوزة اقولك..
هتفت سماح بها بحدة وقد تسرب اليها القلق والتوتر هى الاخرى قائلة
فى ايه ياكريمة انطقى ..انا مش ناقصة قلق وحياة ابوكى
فتح باب الغرفة من خلفها يظهر على عتبته مليجى يرتدى ملابسه الداخلية فقط يستند بذراعه فوق الباب بلا مبالاة قائلا بصوته الاجش الغليظ وبنبرة شامتة
عاوزة تقولك يا روح امك ..ان جوزها وابو عيالها نور بيته من تانى ...ولو عندك اعتراض يابنت لبيبة الباب اهو وراكى يفوت جمل
استلقت فوق الفراش تحاول التظاهر بالنوم قبل عودته فقد استغلت صعود اخيه للمكوث معه قليلا لتهرب من مواجهة اخرى بينهم فقد ظلا الباقى من اليوم فى صمت مطبق خانق بعد عدة محاولات منه لكسر حالة الجمود هذه بينهم يمزح ويضحك معها وهى يخبرها بعدة مواقف طريفة حدثت له فى الماضى لكنها كانت تقابله بابتسامة ضغيفة غير متحمسة جعلته فى النهاية يلجأ للصمت هو الاخر وبعد تناولهم للعشاء وصعود شقيقه له بعدها استأذنت منهم وقد وجدتها فرصة للهرب لكن هيهات فقط اتت كل محاولاتها للنوم بالفشل تشعر بالفراش اسفلها كجمرة من الڼار تستلقى فوقها وهى تتقلب من جانب الى الاخر عدة مرات قبل ان تتجمد فى مكانها حين شعرت به يفتح الباب بهدوء
همت بالرد عليه ردا لاذعا لكنها اسرعت تطبق شفتيها تدرك صدق ما قاله ولكنه كل ما استطاعت التفكير به لتهرب من تقربه منها هذه الليلة تشعر بعدم استعدادها وقدرتها على مشاركته عواطفه هذه الليلة بعد كل ما علمته وحدث اليوم تقنع نفسها بأنه كل ما تحتاجه هى الليلة فقط لتستطيع جمع شتات نفسها وغدا سوف ستكون فى افضل حال وتخلص من حالة الجمود تلك والتى تصيبها كلما اقترب منها لذا لم تحاول اصلاح الامر بينهم وهى تشعر به يستلقى على جانبه مبتعدا عنها لاقصى الفراش تفر دمعة الم وحزن من خلف جفونها تمر عليها الدقائق والساعات فى محاولة للنوم هى الاخرى ولكن اتت كل محاولتها بالفشل زافرة بنفاذ صبر ثم تنهض من جواره ببطء وهى تراقبه تسير على اطراف اصابعها بحذر حتى خرجت تماما من الغرفة تغلق الباب خلفها تتنفس براحة وعمق خارجها وقد اصبح جو تلك الغرفة خانق ممېت لها
سارت الى الغرفة الاخرى المخصصة للاطفال تستلقى فوق احدى الأسرة
متابعة القراءة